هذا الموضوع الأمير فلاد الثالث المخوزق..الشخصية التي ألهمت قصص دراكولا ظهر على شبكة أبو نواف.
دراكولا هو الاسم الذي يتسارع إلى أذهاننا حين نتحدث عن قصص مصاصي الدماء، فهو أحد أشهر الشخصيات التي ارتبطت بالرعب على مر العصور، والتي بعضها كان جزءًا من خيالات أدبية استعان بها الكتّاب لشحن رواياتهم بجرعات من الحبكات القصصية التي تجذب القرّاء. لكن بطل موضوعنا هو دراكولا الحقيقي أو كما يُشتهر أكثر “الكونت دراكولا” والذي لا يعلم عنه كثيرون. وفيما يلي عرض لأهم الحقائق عن فلاد الثالث دراكولا.
كان أميرًا في العصور الوسطى
هو الأمير فلاد الثالث (1413-1476) وُلد في أحد الأقاليم الرومانية التابعة لمملكة المجر، اشتُهر بلقب المخوزق. سبقه أميران يحملان نفس الاسم، وقد كان الابن الأول لفلاد الثاني، وحفيد ميرتشا الكبير، وقد كان والده وجده من أمراء الحرب في ترانسيلفانيا في رومانيا. لا توجد الكثير من المعلومات عن أمه، ربما تكون أميرة من مولدافيا. لكن لم يُعرف من هي تحديدًا، لوجود عدة عشيقات لوالده فلاد الثاني.
لُقب أيضًا بـ “فلاد الفقم” وهي الصفة التي تطلَق على من يكون فكه السفلي أكثر بروزًا من فكه العلوي، وتوجد صورة شخصية له في قصر أمبراس حيث يمكن للزوار زيارته ومشاهدة الصورة.
تجربة اعتقاله كرهينة
في عام 1442 أُرسل فلاد مع أخيه إلى الإمبراطورية العثمانية. فاحتفظ بهما السلطان محمد الثاني في حيازته بينما كان والدهما يقاتل في فالاشيا. قد تظن أن تكون رهينة شيئًا مرعبًا، لكن الأخوين تعلما الفلسفة والقرآن حيث لم يكونا مسلمين، وكذلك أجادا اللغة التركية، وهو ما أفاد فلاد لاحقًا. على الرغم من ذلك إلا أنه لم يكن سعيدًا في الأسر. استمر والدهما بالانشغال في شأن فالاشيا وإرساء حُكمُه فيها، وهو ما أغضب فلاد غضبًا شديدًا لعدم الاكتراث من قِبل والدهما.
صحيح أن فلاد كان في الأسر لدى العثمانيين، إلا أنه عومل معاملة حسنة. فقد تعلّم الفنون والفلسفة والعلوم وحتى القتال، وحمل السيف، وركوب الخيل. كل تلك المهارات والخبرات التي اكتسبها كانت له عونًا فيما بعد. لم يكن سعيدًا في الأسر، إلا أن أخاه رادو كان راضيًا وكان المدلل بالنسبة للعثمانيين، والذين كانوا يلقبونه بالوسيم وقد أصبح صديقًا لهم ثم حليفًا، وقد تم تعيينه قائدًا للقوات في إحدى المعارك. عاد فلاد بعد الأسر إلى بلاده أمير حرب، حاملًا الغضب والعداء للإمبراطورية العثمانية والتي ندمت فيما بعد على المعاملة الحسنة التي كانت تقدَم له.
التأثير السلبي للأسر عليه
على عكس أخيه رادو الذي اعتنق الإسلام وهو لا يزال في الأسر، أصبح فلاد أكثر عدائية، وهو ربما ما أسهم في هواية خوزقة أعدائه. فلاد كان يعتنق المسيحية ولم يرغب في قراءة القرآن، أو التحول للإسلام كأخيه رادو. كما أنه كان منزعجًا من الدولة العثمانية التي كان يرى أنها تعامل والده مثل الدمية، لذلك لا عجب أنه اعتمد منهج التدمير كأسير، وهو ما جعل منه حاكمًا قويًا فيما بعد.
تخطّى فلاد والده ليصبح حاكمًا على فالاشيا عام 1448 والتي كان من المفترض أن تبقى موالية للدولة العثمانية، إلا أن فترة الأسر أثرّت على فلاد الذي تحالف مع المجريين بدلًا من العثمانيين. وبعد إعدام والده، أصبح لفلاد رغبة أكثر للعودة لأعدائه، فقرر خوزقتهم “خزق الجسد” على الأوتاد.
ذكاؤه
في إحدى حروبه مع الإمبراطورية العثمانية عمل على إلباس جنوده الزي العثماني لتشتيت أعدائه، وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد أفاد إلا أن هؤلاء لم يستطيعوا تنفيذ المهمة الأساسية في قتل السلطان. أما الحيلة الأخرى، فكانت حرق جميع القرى التابعة له أثناء فراره من الأعداء، وذلك حتى لا يغتنموا أي شيء، كما أنه وصع السُّم في الآبار.
ألهم الكاتب برام ستوكر
اليوم توجد الكثير من الإصدارات والنسخ المختلفة لدراكولا، إلا أن أشهرها هي رواية “دراكولا” للكاتب الإيرلندي برام ستوكر. في الوقت الذي كان فيه دراكولا ستوكر لا يشبه فلاد الثالث، يعتقد المؤرخون أنه كان يشرب الدماء البشرية ويأكل أعداءه المخوزقين. لكن جزءًا منهم لا يعتقدون بذلك، فلم يكن آكل لحوم البشر. فربما كان يقوم بغسل يديه بدماء أعدائه قبل تناول الطعام، وأيًا يكن، فلقد كان فلاد محبًا لإراقة الدماء والعنف.
يُعرف فلاد أيضًا بـ “فلاد تيبس” وهو شخصية تاريخية أكثر إيجابية في أوروبا الشرقية أكثر من الغربية، فاسمه قد انتشر إلى الغرب كسفاح. يُقال أن الكاتب برام ستوكر استند في كتابة روايته دراكولا على شخصية فلاد الثالث، على الرغم من الاختلاف بين الشخصية الخيالية والحقيقية لدراكولا. وما يجدر الإشارة إليه هو أنه يُنظَر إلى فلاد في رومانيا على أنه شخصية تاريخية، وليس مخلوقًا مرعبًا.
معنى اسمه
اسم دراكولا تفسير لـ “ابن التنين” فإلى ماذا يشير ذلك؟ والد فلاد كان عضوًا في منظمة التنين والتي كانت جماعة سرية، وانتهى الأمر بالابن فلاد بالانضمام لها، وهناك حصل على لقب جديد. وقد كانت هناك ترجمة أخرى لدراكولا وهي “ابن الشيطان”. لكن ذلك ربما يكون نوعًا من السخرية، لأن تلك المنظمة قد تأسست للحفاظ على الدين المسيحي في أوروبا الشرقية، وليست لعبادة الشيطان.
ضحاياه
يُعتقد أن فلاد قتل 100 ألف شخص طيلة حياته. ويرجح الكثير من الباحثين أن رغبة القتل التي تشكلت لديه كانت بعد تجربة كأسير سابق لدى محمد الثاني، ورغبته في الانتقام لقتل والده. وعقوبة الإعدام بخزق الجسد لم تكن أمرًا من غير المألوف طيلة حكم فلاد، وخصوصًا في ترانسيلفانيا، ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الرومانيين لا يفزعون منه.
قلعة فلاد الثالث
كان بناء قلعة خاصة لفلاد عملًا شاقًا، وقد عيّن نبلاء من فالاشيا للقيام بذلك. وتُعرف القلعة باسم ” Poenari Castle”. ويمكن للزوار اليوم زيارتها والصعود 1480 درجة للوصول إلى القمة. تطل القلعة على تشاوشيسكو فولي وهو مسار جبلي متعرج على طول جانب نهر أرجيس، وقد كانت القلعة الحصن الحصين لفلاد.
كان أميرًا ثلاث مرات
حظي فلاد بأن يكون أميرًا ثلاث مرات، المرة الأولى حين كان في مقتبل العمر عام 1448 لكن ذلك لم يستمر إلا شهرًا واحدًا، المرة الثانية أو عصره الذهبي بين 1456-1462، والمرة الثالثة كانت بعد استعادة فالاشيا من يد الأتراك عام 1476، وكانت فترة لا تتعدى الأشهر، وانتهى الأمر بمقتله.
إليزابيث باثوري
الكونتيسة إليزابيث باثوري حكمت بعد قرن من الزمان من فلاد، إلا أن اسمها يستحضر نفس الشيء في الذاكرة وهو التعطش للدماء كما كان فلاد. وتُعرف باثوري بـ “كونتيسة الدم” بسبب تاريخها الدموي. فمنذ عام 1585 حتى عام 1610 قتلت المئات بأسوأ أساليب التعذيب.
الإعدام العلني لوالده
ربما يتفق كثيرون أن الإعدام العلني لوالده هو ما شكّل لدى فلاد رغبة جامحة في الانتقام وسفك دماء هذا العدد الكبير من الناس، وقد كان ارتباطه بوالده غريبًا. فقد أُرسل إلى الأتراك كرهينة من أجل سيادة والده أمير الحرب، وبعد عودته انقلب على والده، ثم قاتل أولئك الأعداء وأراد الانتقام. ففي الوقت الذي استخدمه والده ليكون كوسيلة لتأمين الحرب، إلا أن فلاد كان لا يزال يشعر بالوفاء تجاهه.
بعد إعدام والده عام 1448، فرّ فلاد إلى مولدافيا، وهناك توطدت علاقته بعمه الأمير بوجدان. لكن تعرض فلاد لخسارة أخرى، وهي اغتيال بوجدان، ما أجبره على الفرار مرة أخرى إلى ترانسيلفانيا، وهناك تدرب على يد يانوس هونيادي، والملك لاديسلاوس، واللذين علماه الحرب والقتال.
نهايته
لعل الوقت الذي قضاه فلاد في قتال العثمانيين ربما ينبئ بالطريقة التي مات بها، فقد قُطعت رأسه أثناء معركة، لكن توجد ثغرات في التاريخ، وحتى اليوم لا يُعرف أين جسده، وكذلك لم تُعرف المعركة، وهل كانت مع العثمانيين أم مع غيرهم. يُقال أن جسده دُفن في مقبرة كومانا التي هُدمت وأعيد بناؤها في القرن السادس عشر. والحقيقة الوحيدة في ذلك، أن صفحات الكونت دراكولا الذي أشعل نيران الموت في كل مكان وتجبّر وطغى قد طويت، فما من ظالم إلا سيبلى بأظلم. فهل حياته كانت أو قد تكون عبرة لبعض من يتقاطعون وإياه في الشخصية؟
اقرأ أيضًا:
صور: عرض قصر دراكولا المرعب للبيع بـ 80 مليون دولار
هذا الموضوع الأمير فلاد الثالث المخوزق..الشخصية التي ألهمت قصص دراكولا ظهر على شبكة أبو نواف.
الأمير فلاد الثالث المخوزق..الشخصية التي ألهمت قصص دراكولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق